ما مصير منطقة <القَدومة>؟ - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني



ما مصير منطقة "القَدومة"؟
سميح أيوب – 30\04\2008

إن جمال القرى والمدن في أناسها.. بيوتها وحدائقها، ويعكس ذلك ذوق سكانها ورتابة أهلها في نظر زائر أو عابر سبيل. وعادة ما يقوم بدور التطوير في المدن والقري جهات مسؤولة. هذا ما نراه في مدن العالم ومجمعاته السكنية، ولكن وضعنا في الجولان يختلف.. فنحن أيتام فقدنا الوصال بالوطن الأم وعشنا الغربة والفرقة وفي قلب المعاناة. ترعرعنا واشتد ساعدنا وسرنا الطريق الصحيح بما يمليه علينا ضميرنا المتفجر بالإنسانية والانتماء، نابذين التخاذل والشذوذ، فولد منا المناضل والكادح والمثقف، ولحقنا ركب الحضارة بإنسانيتها وأخلاقها وعطائها. بنينا المجد للأجيال، ونكرنا الذات مقابل الكل لما فيه مصلحة عامة. شيدنا المباني، وفتحنا الطرقات وأوجدنا البنية التحتية، كل هذا بقدراتنا الذاتية وعلى حساب حليب أطفالنا، في زمن غاب به الدعم المادي من أم مقهورة وأب غائب.
وكان نجاحنا باهرا. ففي الاتحاد قوة، والمحبة والإخاء تصنع المعجزات. أقيمت مشاريع الري لحماية زراعتنا، فتحت الطرقات، أقيمت المؤسسات واللجان، أندية رياضية، استصلاح أراضي، وغيرها الكثير الكثير. حمل الابن الرسالة فكان خير خلف لخير سلف. فهاهم أهلنا يشيدون صرح الشام، ويعملون على توسيع الساحة العامة، وها هم أبنائنا يحسنون مدخل القرية الغربي. كل ذلك بمجهود ذاتي وسخاء في التبرعات. وشكلت لجنة لتوزيع أراضي الوقف، نتمنى لها النجاح، فبالمحبة نستطيع تحقيق الأمنيات.
ولكن بدأ سرطان الأطماع يغزو هذا الجسم المنهك السليم ليفتت الوحدة والمحبة ويزرع بذور التفرقة والكراهية. إنهم قلة من مجتمع (لا ننكر حمايتها من المصادرة سابقا)، ولكن يجب أن يعرفوا بأننا جميعا شركاء في ورثة الأجداد. فاللجنة تعمل.. والوقف يعمل.. وكلاهما لمصلحة الأكثرية ومستقبل أطفالنا. إنها قضايا تحل مع الوقت ولما الاستعجال، مقابل أن نبقى يدا واحدة دون خلافات وانقسامات.
ولكن الأمر المهم يا أصحاب الموقف وأصحاب الضمائر، أيها المشايخ الأعزاء والشعب المعطاء، أن هناك قضية مهمة قابلة للتأويل، والتأخر بحلها كارثة مستقبلية ألا وهي مدخل البلد الجنوبي (البويب)، فربما جشع وأطماع البعض الذين يحبون السيطرة عليها لأهداف إقامة مشاريع ذاتية.. وهي ملك للجميع.
من منا لا يعرف المنطقة لنهاية السبعينات؟! واد أخضر بجانبه ممر للفلاحين ومواشيهم (القادومه). ردم الوادي وامتلأ تراباً وحجارة، وسوي مع الطريق.
لقد أصبح المكان ملائما لإقامة مشروع جماعي . وهذا ما يفكر به الكثيرون من الشباب المخلصين. ألا يليق بنا أن نعمل جاهدين وبيد واحدة لإقامة حديقة عامة تغرس بها الأشجار الوارفة الظلال والورود؟ نعمل على إنارتها تصطف بها المقاعد، وتنشر بها تماثيل فنانينا، وتكون ملجأ لمن ضاق به ذرع الجلوس في البيت ليستنشق هواء البساتين ويسرح نظره عبر مسافاتها؟ أليس أولى بنا أن نحسن مدخل قريتنا لتكون استراحة لزوارنا وجذب السياح إلى القرية؟ وحدائق يلهوا بها أطفالنا بدل أن تستغل من قبل فئة يجعلون منها موقفا لآلياتهم أو مخازن خردة؟ هل يعجز مجتمعنا عن التبرع، وطالما عرفناه بسخائه؟ وهل يعجز شبابنا عن التطوع للعمل وطالما مارسوا هذا من أجل مجتمعهم؟ كلا فوالله ما زلنا نبع العطاء والتطوع.
هل سنعمل، أم سنتخلى عن اتخاذ القرار وإلقاء الحرم الديني والاجتماعي لكل من تسول له نفسه في التفكير بأملاك عامة، ونندم عندما لا ينفع الندم!!!
فلنا من الأخطاء عبرة، فها هي ساحة المغاريق التي كانت تزين بأعلامنا وضحكات أطفالنا قد أصبحت مرمى للخردة لمن ملكها، وضاعت ضحكات أطفالنا وأحلامهم كما ضاعت أحلام من ملك فيها قطعة لبناء مخزن، والله أعلم إلى متى!!!

عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا